﴿ بِسمِ ٱلله الرَّحْمٰنِ الرَّحِيـمِ * ويْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ ﴾ هذه السورة مكية ولما قال فيما قبلها ان الإِنسان لفي خسر بين حال الخاسر فقال: ﴿ ويْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ ﴾ ونزلت في الأخنس بن شريق أو العاص بن وائل أو جميل بن معمر ويمكن أن تكون نزلت في الجميع وهي مع ذلك عامة فيمن اتصف بهذه الأوصاف وتقدم الكلام في الهمزة في﴿ نۤ وَٱلْقَلَمِ ﴾[القلم: ١] وفي: (اللمز) في براءة وفعله من أبنية المبالغة كتومة وعيبة وسخرة وضحكة.﴿ ٱلَّذِى ﴾ بدل معرفة من نكرة.﴿ جَمَعَ ﴾ المال وضبط عدده.﴿ أَخْلَدَهُ ﴾ أي أبقاه حياً بحسب أن المال تركه خالداً في الدنيا لا يموت.﴿ كَلاَّ ﴾ ردع له عن حسبانه.﴿ لَيُنبَذَنَّ ﴾ أي ليرمين.﴿ فِي ٱلْحُطَمَةِ ﴾ أصله الوصف من قوله رجل حطمة أي أكول.﴿ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْحُطَمَةُ ﴾ وهي النار التي من شأنها أن تحطم كل ما يلقى إليها.﴿ نَارُ ٱللَّهِ ٱلْمُوقَدَةُ ﴾ أي هي أي الحطمة.﴿ ٱلَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى ٱلأَفْئِدَةِ ﴾ ذكرت الأفئدة لأنها ألطف ما في البدن وأشده تألماً بأدنى شىء من الأذى وإطلاع النار عليها هو أنها تعلوها وتشمل عليها وهي تعلو الكفار في جميع أبدانها لكن نبه على الأشرف لأنه مقر العقائد.﴿ إِنَّهَا ﴾ أي نار الآخرة أو يئسوا من الخروج بإِطباق الأبواب عليهم وتمدد العمد كل ذلك إيذاناً بالخلود إلى غير نهاية.