إلّا ستّ آياتٍ:﴿ هَـٰذَانِ خَصْمَانِ ﴾[الحج: ١٩] إلى:﴿ ٱلْحَمِيدِ ﴾[الحج: ٢٤] لمَّا قال: واقترب الوعد الحقُّ إلى أن قال: وإن أدري أقريب أم بعيد... الخ، أمرهم بالتهيؤ له وخوفهم بأهواله فقال: ﴿ بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ ﴾: بإطاعته ﴿ إِنَّ زَلْزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ ﴾: للأشياء، إسناد مجازي فإنها من أشراطها، وبعدها طلوعُ الشمس من مغربها، أو هي النفخة الأولى ﴿ شَيْءٌ عَظِيمٌ ﴾: أي: حين وجدت، كما دل على أن المعدوْمَ شيءٌ ﴿ يَوْمَ تَرَوْنَهَا ﴾: الزلزلة ﴿ تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ ﴾: أي: حال ارتضاعها ﴿ عَمَّآ أَرْضَعَتْ ﴾: دهشة ولو كان للمطلق لكان مرضع ﴿ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا ﴾: لشدته ﴿ وَتَرَى ٱلنَّاسَ ﴾: كأنهم ﴿ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ ﴾: حقيقة ﴿ وَلَـٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٌ ﴾: فأدهشهم ﴿ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي ﴾: دين ﴿ ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾: كنضر بن الحارث ﴿ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ ﴾: جني وإنسي ﴿ مَّرِيدٍ ﴾: متجرد للشر، أو عار عن الخير ﴿ كُتِبَ ﴾: قضي ﴿ عَلَيْهِ ﴾: على الشيطان ﴿ أَنَّهُ مَن تَوَلاَّهُ ﴾: تبعه ﴿ فَأَنَّهُ ﴾: الشيطان ﴿ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ ﴾: يحمله ﴿ إِلَىٰ ﴾: موجبات ﴿ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ * يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ ٱلْبَعْثِ ﴾: فانظروا في بدء خلقكم لتعلموا قدرتنا عليه ﴿ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِّن تُرَابٍ ﴾: كآدم ﴿ ثُمَّ ﴾: ذريته ﴿ مِن نُّطْفَةٍ ﴾: مني ﴿ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ﴾: بصير ورتها دما غليظا ﴿ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ ﴾: بصيرورتها كلحم ممضوغ ﴿ مُّخَلَّقَةٍ ﴾: تامة الخلق ﴿ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ ﴾: ناقصة ﴿ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ ﴾: كمال قدرتنا ﴿ وَنُقِرُّ فِي ٱلأَرْحَامِ مَا نَشَآءُ ﴾: فلا نسقطه ﴿ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ﴾: وقت الوضع ﴿ ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ ﴾: نربيكم ﴿ لِتَبْلُغُوۤاْ أَشُدَّكُمْ ﴾: كمال قوتكم بين ثلاثين وأربعين سنة ﴿ وَمِنكُمْ مَّن يُتَوَفَّىٰ ﴾: قبل الهرم ﴿ وَمِنكُمْ مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ ٱلْعُمُرِ ﴾: الهرم والخوف ﴿ لْعُمُرِ لِكَيْلاَ يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً ﴾: كحال طفوليته ﴿ وَتَرَى ٱلأَرْضَ هَامِدَةً ﴾: يابسة كالميت ﴿ فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا ٱلْمَآءَ ﴾: المطر أو غيره ﴿ ٱهْتَزَّتْ ﴾: تحركت بنباتها ﴿ وَرَبَتْ ﴾: انتفخت وطالت ﴿ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ ﴾: صنف ﴿ بَهِيجٍ ﴾: حسن ﴿ ذٰلِكَ ﴾: الخلق ﴿ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ ﴾: الثابت الموجد ﴿ وَأَنَّهُ يُحْيِـي ٱلْمَوْتَىٰ ﴾: فأحيي النطفة والأرض ﴿ وَأَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ آتِيَةٌ لاَّ رَيْبَ فِيهَا ﴾: فإن التغير مقدمة الانصرام ﴿ وَأَنَّ ٱللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي ٱلْقُبُورِ ﴾: ليجازي الشكور والكفور ﴿ ومِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي ﴾: دين ﴿ ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾: نظري كأبي جهل ﴿ وَلاَ هُدًى ﴾: دليل ﴿ وَلاَ كِتَابٍ مُّنِيرٍ ﴾: دل على جوازه مع الثلاثة. ﴿ ثَانِيَ ﴾: لاوي عنقه إلى ﴿ عِطْفِهِ ﴾: جانب يمينه أو شماله كناية عن التكبير ﴿ لِيُضِلَّ ﴾: متعلق " يجادل " ﴿ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ لَهُ فِي ٱلدُّنْيَا خِزْيٌ ﴾: كما في بدر ﴿ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ ﴾: المحرق، قائلين ﴿ ذٰلِكَ ﴾: الخزي أو الإذاقة ﴿ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّٰمٍ لِّلعَبِيدِ ﴾: بين مبسوطا ﴿ * وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعْبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ﴾: طرف من الدين كمن على طرف عسكر إن ظفر وإلَّا فَرّ عنه ﴿ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ ٱطْمَأَنَّ بِهِ ﴾: استقر على دينه ﴿ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ ﴾: ما يكرهه ﴿ ٱنْقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ ﴾: رجع إلى كفره ﴿ وَجْهِهِ خَسِرَ ٱلدُّنْيَا وَٱلأَخِرَةَ ذٰلِكَ هُوَ ٱلْخُسْرَانُ ٱلْمُبِينُ * يَدْعُواْ ﴾: يبعد ﴿ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُ وَمَا لاَ يَنفَعُهُ ﴾: أصنامهم ﴿ ذٰلِكَ ﴾: الدعاء ﴿ هُوَ ٱلضَّلاَلُ ٱلْبَعِيدُ ﴾: عن القَصْدِ ﴿ يَدْعُو لَمَنْ ﴾: لا م قسم ﴿ ضَرُّهُ ﴾: بعبادته، وهو عذاب الدارين ﴿ أَقْرَبُ ﴾: وقوعا ﴿ مِن نَّفْعِهِ ﴾: يعني الذي يتوقعه، وهو شفاعته فلا تناقض بين الآيتين ﴿ لَبِئْسَ ٱلْمَوْلَىٰ ﴾ الناصر ﴿ وَلَبِئْسَ ٱلْعَشِيرُ ﴾: الصاحب، هو ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ جَنَاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ إِنَّ ٱللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ﴾: لا يسئل عما يفعل ﴿ مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ ٱللَّهُ ﴾: أي: نبيه ﴿ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ ﴾: كبعض المسلمين حين استبطأوا نصره، والكفرة استبطأوا الدوائر عليه ﴿ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ ﴾: بحبل ﴿ إِلَى ٱلسَّمَآءِ ﴾: سقف بيته ﴿ ثُمَّ لْيَقْطَعْ ﴾: ليختنق ﴿ فَلْيَنْظُرْ ﴾: فليتأمل ﴿ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ ﴾: من اختناقه ﴿ مَا يَغِيظُ ﴾: غيظه، هذا مثل يقال لمن يريد مالا يمكنه: دونك الحبل فاختنق ﴿ وَكَذٰلِكَ ﴾: الإنزال للآيات السابقة ﴿ أَنزَلْنَاهُ ﴾: القرآن كله ﴿ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ﴾: لحكم ﴿ وَأَنَّ ﴾: لأن ﴿ ٱللَّهَ يَهْدِي ﴾: به ﴿ مَن يُرِيدُ * إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلصَّابِئِينَ وَٱلنَّصَارَىٰ وَٱلْمَجُوسَ وَٱلَّذِينَ أَشْرَكُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ يَفْصِلُ ﴾: يقضي ﴿ بَيْنَهُمْ ﴾: بالمجازاة ﴿ يَوْمَ ٱلْقِيامَةِ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾: فيعلم ما يليق بهم ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يَسْجُدُ ﴾: ينقاد ﴿ لَهُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ ﴾: غلب أولي العقل بمن ﴿ وَٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ وَٱلنُّجُومُ وَٱلْجِبَالُ وَٱلشَّجَرُ وَٱلدَّوَآبُّ ﴾: خصها بالذكر لاستبعاده منها، ومن استعمل المشترك في معانيه يعطف، ويحمل سجود كل إلى ما يناسبه، وأما غيره فيجعل ﴿ وَكَثِيرٌ مِّنَ ٱلنَّاسِ ﴾: مبتدأ خبره، حق له الثواب الدال عليه ﴿ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ ٱلْعَذَابُ ﴾: الكفار الممتنعون من السجود الموقوف على الإيمان، وصح سجود القمرين وسائر الدواب ﴿ وَمَن يُهِنِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ ٱللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَآءُ ﴾: من الإهانة والإكرام


الصفحة التالية
Icon