لمَّا بيَّنَ الحشر بدلاله أكّدهُ باليمين فقال: ﴿ بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ ﴾: الرياح ﴿ ٱلذَّارِيَاتِ ﴾: تذروا وتنسف التراب والأبخرة ونحوهما ﴿ ذَرْواً * فَٱلْحَامِلاَتِ ﴾: للسحب ﴿ وِقْراً ﴾ حملا ﴿ فَٱلْجَارِيَاتِ ﴾: في مهابا جَرْياً ﴿ يُسْراً ﴾: ذا يسر ﴿ فَٱلْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً ﴾: من نحو الأمطار، والفاء لترتيب الأفعال ﴿ إِنَّمَا تُوعَدُونَ ﴾: من البعث ﴿ لَصَادِقٌ ﴾: صدق أو مصدوق ﴿ وَإِنَّ ٱلدِّينَ ﴾: الجزاء ﴿ لَوَٱقِعٌ * وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلْحُبُكِ ﴾: الطرق محسوسة ومعقولة جمع حبيكة أو حباك ﴿ إِنَّكُمْ ﴾: أيه االمشركون ﴿ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ ﴾: في محمد أو القرآن بنسبة السحر والشعر وغيره ﴿ يُؤْفَكُ ﴾ يصرف ﴿ عَنْهُ ﴾: عن هذا القول ﴿ مَنْ أُفِكَ ﴾: صرف عنه في علمنا ﴿ قُتِلَ ﴾ لعن ﴿ ٱلْخَرَّاصُونَ ﴾: الكذابون ممن هو في القول المختلف ﴿ ٱلَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ ﴾: جهل يغمرهم ﴿ سَاهُونَ ﴾: غافلون عن الآخرة ﴿ يَسْأَلُونَ ﴾: استهزاء ﴿ أَيَّانَ ﴾: متى ﴿ يَوْمُ ﴾: وقوع ﴿ ٱلدِّينِ ﴾: هو مجئ ﴿ يَوْمَ هُمْ عَلَى ٱلنَّارِ يُفْتَنُونَ ﴾: يحرقون، يقال لهم ﴿ ذُوقُواْ فِتْنَتَكُمْ ﴾: عذابكم ﴿ هَـٰذَا ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ﴾: في الدنيا ﴿ إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ ﴾: بالرضا كل ﴿ مَآ آتَاهُمْ ﴾: أعطاهم ﴿ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَلِكَ ﴾: في الدنيا ﴿ مُحْسِنِينَ * كَانُواْ ﴾: زمانا ﴿ قَلِيلاً مِّن ٱللَّيْلِ مَا ﴾: صلة ﴿ يَهْجَعُونَ ﴾: ينامون، والهجوع قليل من النوم ﴿ وَبِٱلأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾: الله ﴿ وَفِيۤ أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ ﴾: نصيب التزموه ﴿ لَّلسَّآئِلِ وَٱلْمَحْرُومِ ﴾: المتعفف عن السؤال، أو هما الآدمي وحيوان محترم غيره، أو في الزكاة والتطوع ﴿ وَفِي ٱلأَرْضِ آيَاتٌ ﴾: دلالات على كما قدرتنا ﴿ لِّلْمُوقِنِينَ ﴾: لطالبي اليقين ﴿ وَفِيۤ أَنفُسِكُمْ ﴾: آيات إذ ما في العالم شئ إلا وفينا نظيره كما مر في تفسير الفاتحة ﴿ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ ﴾: ذلك اعتبارا ﴿ وَفِي ٱلسَّمَآءِ رِزْقُكُمْ ﴾: أسبابه ﴿ وَمَا تُوعَدُونَ ﴾: من نحو الجنة، فإنها فوق السابعة ﴿ فَوَرَبِّ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ إِنَّهُ ﴾: ما توعدون ﴿ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَآ أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ ﴾ أي: مثل نطقكم، إذ لا تشكون في صدوره عنكم ﴿ هَلْ ﴾: قد ﴿ أَتَاكَ ﴾: يا محمد ﴿ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ ٱلْمُكْرَمِينَ ﴾: عند الله تعالى اثني عشر ملكا، أو جبريل وميكائل وإسرافيل، أتوه في صورة الضيف ﴿ إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلاَماً ﴾: بتقدير نسلم عليك ﴿ قَالَ سَلاَمٌ ﴾: أي: عليكم، رفع ابتداء للثبات ليكون أحسن، فقال في نفسه: ﴿ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ ﴾: أي: هيئة وشكلا، فلا ينافي تأخيره عن الضيافة في هود ﴿ فَرَاغَ ﴾: ذهب خفية ﴿ إِلَىٰ أَهْلِهِ ﴾: كدأب المضيف ﴿ فَجَآءَ بِعِجْلٍ ﴾: مشوي ﴿ سَمِينٍ * فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ ﴾: فلما امتنعوا عن أكله ﴿ قَالَ أَلاَ تَأْكُلُونَ ﴾: منه ﴿ فَأَوْجَسَ ﴾: أضمر ﴿ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ ﴾: قيل: فمسح جبريل بجناحه العجل فقام يدرج حتى لحق أمه فعرفه ﴿ وَبَشَّرُوهُ بِغُلاَمٍ عَلِيمٍ ﴾: إسحاق ﴿ فَأَقْبَلَتِ ٱمْرَأَتُهُ ﴾: كائنة ﴿ فِي صَرَّةٍ ﴾: صيحة أو جمع من النسوة كن معها ﴿ فَصَكَّتْ ﴾: لطمت بأطراف أصابعها ﴿ وَجْهَهَا ﴾: كعادة النساء في التعجب ﴿ وَقَالَتْ ﴾: أنا ﴿ عَجُوزٌ عَقِيمٌ ﴾: لم أَلِدْ قَطُّ ﴿ قَالُواْ كَذَلِكِ ﴾: التبشير ﴿ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ ٱلْحَكِيمُ ﴾: بصنعه ﴿ ٱلْعَلِيمُ ﴾: بخلقه، أَفَادَت أن آداب الضيافة من تعجيلها وإخفائها وإكرام الضَّيف، وغيبة المضيف عنه ليستريح وخدمته بنفسه، واختيار الأجود له، وتقديم الطعام إليه في مكانه وعرض الأكل عليه لا أمره به، والسرور واعتذار الضيف إذا لم يصلح له الطعام بعذر حسن، كلا تخف. والله تعالى أعلم.


الصفحة التالية
Icon