لَمَّا ذكر فضائل حبيبه أتبعها بمراتب متابعيه ومخالفيه فقال: ﴿ بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ * وَٱلتِّينِ وَٱلزَّيْتُونِ ﴾: المعروفين وقيل: غير ذلك، وإنما خصهما لكثرة فوائدهما ﴿ وَطُورِ ﴾: أي جبل تكليم موسى ﴿ سِينِينَ ﴾: اسم موضعه أو معناه المبارك ﴿ وَهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ ٱلأَمِينِ ﴾: الآمن داخلها، أي: مكة ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ ﴾: جنسه ﴿ فِيۤ أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾: أي: تعديل سورة كانتصاب قامته، ومعنى كاستجماعه خواص الكائنات ﴿ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ ﴾: أي: جنسه ﴿ أَسْفَلَ سَافِلِينَ ﴾: النار، أو أرذل العمر ﴿ إِلاَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ﴾: أي: مقطوع، وعلى الثاني: أي: لكن الذين آمنوا، فلا نقطع أجورهم إذا بلغوا أرذل العمر ولم يعملوا، كذا في الحديث، وهذا م عنى قول ابن عباس رضي الله تعالى عنهما:" من قرأ القرآن لم يرد أرذل العمر ".
﴿ فَمَا ﴾ أي: أي شيءٍ ﴿ يُكَذِّبُكَ ﴾: يا محمد ﴿ بَعْدُ ﴾ أي: بعد ظهور هذه الدلائل ﴿ بِٱلدِّينِ ﴾: أي: بالجزاء ﴿ أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِأَحْكَمِ ٱلْحَاكِمِينَ ﴾: عدلاً وصُنعاً، يُسن قول: بلى وأنا على ذلك من الشاهدين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.