لَمَّا أمر بقراءة القرآن، بين كيفية نزوله فقال: ﴿ بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ * إِنَّا أَنزَلْنَاهُ ﴾ أي: القرآن جملة إلى بيت العزة ﴿ فِي لَيْلَةِ ٱلْقَدْرِ ﴾: سُمِّيت به لشرفها ولتقدير الأمور فيها، وهي من رمضان لنص:﴿ ٱلَّذِيۤ أُنْزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ ﴾[البقرة: ١٨٥]، ولمن يبهمها في ليالي السنة أن يقول: يمكن نزوله جملة إلى السماء فيها، ونزول نجومه فيه أو بالعكس وقد قيل: بالكل، وثبت بالسنة أنها في أوتار العشر الأخير، وبالأخبار والآثار أنها في الحادي والعشرين، أو الثالث والعشرين، أو السابع والعشرين أرجى، وسيأتي ما يؤيد الأخير ﴿ وَمَآ أَدْرَاكَ ﴾ أعلمك يا محمدُ! ﴿ مَا لَيْلَةُ ٱلْقَدْرِ ﴾: لعظمتها ﴿ لَيْلَةُ ٱلْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾: ثلاثة وثمانين سنة وأربعة أشهر، فالطاعة فيها خير من الطاعة فيه إذا خلال منها ﴿ تَنَزَّلُ ﴾: تتنزل ﴿ ٱلْمَلاَئِكَةُ ﴾: من كل سماء ﴿ وَٱلرُّوحُ ﴾: جبريل كما مر في النبأ ﴿ فِيهَا بِإِذْنِ ﴾: بأمر ﴿ رَبِّهِم مِّن ﴾: أجل ﴿ كُلِّ أَمْرٍ ﴾: أو بكل أمر قد في تلك السنة، ويؤمنون على دعاء العباد ويصافحونهم، وعلامتها: اقشعرار وبكاء ﴿ سَلاَمٌ هِيَ ﴾: إذا لا يقدر فيعل إلاَّ السلامة، وتقدير البلاء في غيرها أو الملائكة يسلمون عليهم ﴿ حَتَّىٰ مَطْلَعِ ﴾: أي: وقت طلوع ﴿ ٱلْفَجْرِ ﴾: وعن ابن عباس رضي الله عنهما، أن " هي " ابتداء كلام، وإشارة إلى أنها ليلة السابع والعشرين، لأنه السابع والعشرون من كلمات السورة، وقيل: أشار إليه بتكرير ليلة القدر ثلاثاً، فإنه سبع وعشرون حرفا - اللهُ أعْلمُ بالصّواب وإليْه المرْجعُ والمآب.