لَمَّا أمره بالاستعاذة مِنْ شرٍّ يعم الإنسان و غيره، أمره بالاستعاذة ممّا يخُصُّه فقال: ﴿ بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ * قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ ﴾: خصّهُ به تشريفا ولاختصاص التوسوس به ﴿ مَلِكِ ٱلنَّاسِ ﴾: ترقي من الأدنى إلى الأعلى، إذ الرَّبُّ قد لا يكون ملكا، وكذا في ﴿ إِلَـٰهِ ٱلنَّاسِ ﴾: نبه بتكرار الناس على شرفه، وبالصفات الثلاث على مراتب معرفته، فإنه يستدل بالنعم على ربه، ثم يترقى إلى أن يتحقق احتياج الكل إليه فيعلم أنه الملك ثم يستدل به على أنه المستحق للعبادة ﴿ مِن شَرِّ ٱلْوَسْوَاسِ ﴾: هو حديث النفس، والمراد الشيطان الموسوس، سمي به مبالغة ﴿ ٱلْخَنَّاسِ ﴾ الذي يخنس أي: يرجع أو يتأخر عند ذكر الله ﴿ ٱلَّذِى يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ ٱلنَّاسِ ﴾: إذا غفلوا عن ذكر الله تعالى ﴿ مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ ﴾: بيان للوسواس، أو للذي ووسوسة الناس لنا: إغواءهم لنا، بحيث يصل أثره إلى قلوبنا، أو للناس على أنه من الناسي لحق الله تعالى.


Icon