وأما من قرأ بالياء فـ ﴿الَّذِينَ يَبْخَلُونَ﴾ فاعلون، والمفعول الأول ليحسبن محذوف لدلالة ﴿يَبْخَلُونَ﴾ عليه تقديره: ولا يحسبن الذين يبخلون البخل هو خيراً لهم، وهذا كما تقول العرب: منكذب كان شراً له، أي: كان الكذب، فحذف (الكذب) لدلالة (كذب) عليه، ومثله:
إذا نهي السفية جرى إليه وخالف، والسفيه إلى خلاف
أي: خالف إلى السفه.
فأما فتح السين وكسرها فلغتان، ويروى أن الفتح لغة النبي - ﷺ -.
﴿ومن سورة النساء﴾
* * *
قوله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ﴾ [النساء: ١].
يسأل عن معنى قوله: ﴿تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ﴾ ؟
وفيه جوابان.
أحدهما: أن المعنى يسأل بعضكم بعضاً بالهه والرحم، وهذا قول الحسن ومجاهد.
والثاني: أن المعنى: واتقوا الأرحام أن تقطعوها، وهذا قول ابن عباس وقتادة والسُّدي والضحاك والربيع وابن زيد.

فصل:


ومما يسأل عنه أن يقال: ما وجه النصب في: ﴿الْأَرْحَامَ﴾، قيل على الوجه الأول:
يكون معطوفاً على موضع ﴿بِه﴾، كأنه قال: وتذكرون الأرحام في التساؤل.
الوجه الثاني: يكون معطوفاً على اسم الله تعالى. وقرأ حمزة "الأرحامِ" بالجر،


الصفحة التالية
Icon