﴿ومن سورة بني إسرائيل﴾
* * *
قوله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الإسراء: ١].
المسجد الحرام بمكة، والمسجد الأقصى ببيت المقدس، وهو مسجد سليمان - عليه السلام -، عن الحسن وقيل: الأقصى لبعد المسافة بينهما.
قال الحسن: صلى النبي - ﷺ - النغرب في المسجد الحرام، ثم أسرى به إلى بيت المقدس في ليلته، ثم رجع فصلى الصبح في المسجد الحرام، فلما أخبر المشركين بذلك كذبوه وقالوا: يسير مسيرة شهر في ليلة واحدة!، وسألوه عن بيت المقدس، فطوى الله تعالى له الأرض حتى أبصرها، فكان ينظر إليها ويصف لهم.
وقيل: كان تلك الليلة في المسجد الحرام، كما قال الحسن وقتادة.
وقيل: كان في بيت أم هانئ، وقال: من المسجد الحرام؛ لأن الحرم كله مسجد.
ومعنى قوله: ﴿بَارَكْنَا حَوْلَهُ﴾ يعني بالثمار والأنهار، وقيل: باركنا حوله لما حوله من الأنبياء عليهم السلام؛ ولهذا جعل مقدساً.
ومعنى ﴿سُبْحَانَ﴾ : براءة وتنزيه، قال الأعشى:
أقول لما جاءني فجره سبحان من علقمة الفاجر
ويسأل عن نصب ﴿سُبْحَانَ﴾ ؟
والجواب: أنه نصب على المصدر إلا أنه لا ينصرف؛ لأنه جعل اسما للتسبيح فهو معرفة، وفي آخره زائدتان، فجرى مجرى (عثمان) ونظيره من المصادر (برة) في أنه لا


الصفحة التالية
Icon