﴿ومن سورة مريم﴾
(عليها السلام)
* * *
قوله تعالى: ﴿كهيعص (١) ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا﴾ [مريم: ٢].
قد فسرنا قواتح السور فيما تقدم.
ومما يسأل عنه هاهنا أن يقال: بم ارتفع ﴿ذِكْرُ رَحْمَتِ﴾ ؟
وفيه وجهان:
أحدهما: أن يكون خبر مبتدأ محذوف، كأنه قال: هو ذكر.
والثاني: أن يكون مبتدأ والخبر محذوف تقديره: فيما يتلى عليك ذكر رحمة ربك.
ونصب ﴿عَبْدَهُ﴾ برحمة.
* * *
قوله تعالى: ﴿يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ﴾ [مريم: ٦].
قال أبو صالح: يرثني النبوة، وقال الحسن ومجاهد: يرثني العلم والنبوة، وقال السدي: يرث نبوته ونبوة آل يعقوب. ويجوز في ﴿يَرِثُنِي﴾ الرفع والجزم، فالرفع على النعت لولي، وهي قراءة السبعة إلا أبا عمرو والكسائي فإنهما قرآ بالجزم، والجزم على أنه جواب الدعاء.
* * *
قوله تعالى: ﴿فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (٢٤) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا﴾ [مريم: ٢٥]


الصفحة التالية
Icon