﴿ومن سورة النور﴾
* * *
قوله تعالى: ﴿سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [النور: ١].
في (السورة) للعلماء أقوال:
أحدها: أنها مأخوذة من سور البناء، وهي ارتفاعه، وقيل: هو ساف من أسوافه، فعلى القول الأول تكون تسميتها بذلك لارتفاعها في النفوس، وعلى القول الثاني تكون تسميتها بذلك لأنها قطعة من القرآن.
وقيل: السورة الشرف والجلالة، قال النابغة.
ألم تر أن الله أعطاك سورة ترى كل ملك دونها يتذبذب
فإنك شمس والملوك كواكب إذا طلعت لم يبد منهم كوكب
وقيل: أصلها الهمزة واشتقاقها من (أسأرت) إذا أبقيت في الإناء بقية، ومنه الحديث: (إذا شربتم فأسئروا)، إلا أنه اجتمع على تخفيفها كما اجتمع على تخفيف (برية) و (روية) وهما من: برأ الله الخلق وروأت في الأمر.
وأصل الفرض: الحز، ثم اتسع فيه فجعل في موضع الإيجاب.
والرأفة: التحنن والتعطف، يقال: رأفة ورآفة.
والطائفة هاهنا: رجلان فصاعداً، وهو قول عكرمة، وقيل: ثلاثة فصاعداً، وهو قول قتادة والزهري، وقيل: أقله أربعة، وهو قول ابن زيد.
واختلف في قوله: ﴿فَرَضْنَاهَا﴾ :


الصفحة التالية
Icon