والثامن: التهديد، نحو: ﴿اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ﴾ [فصلت: ٤٠]، ﴿قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ﴾ [يونس: ١٠٢].
والتاسع: الاختراع والإحداث، نحو: ﴿كُنْ فَيَكُونُ﴾ [البقرة: ١١٧]
والعاشر: التعجب، نحو: ﴿أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ﴾ [مريم: ٣٨] ومن قرأ ﴿فَيَكُونُ﴾ عطف على قوله: ﴿أَنْ نَقُولَ لَهُ﴾، ولا يجوز أن يكون جوابا لـ ﴿كُنْ﴾ ؛ لأن حق الجواب أن يكون مخالفا لما هو جواب له: إما باختلاف اللفظ، أو باختلاف الفاعل، فاختلاف اللفظ نحو قولك: قم تكرم، واخرج فيحسن إليك، وأما اختلاف الفاعل فنحو قولك، قم أقم معك، واخرج اخرج معك، وقوله: ﴿كُنْ فَيَكُونُ﴾ قد اتفق فيه الأمران: اتفاق اللفظ، واتفاق الفاعل، فصال بمنزلة قولك: قم تقم، وهذا لا فائدة فيه. فأما من رفع فعلى القطع؛ كأنه قال: فهو يكون، والرفع أجود من النصب، قال علي بن عيسى: الامر هاهنا أفخم من الفعل فجاء للتعظيم والتفخيم، قال: ويجوز أن يكون بمنزلة التسهيل والتهوين وانشد:
فقالت له العينان سمعا وطاعة وحدرتا كادر لما يثقب
والملكوت والملك بمعنى واحد إلا أن الملكوت أكثر مبالغة.
﴿ومن سورة الصافات﴾
* * *
قوله تعالى: ﴿إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ﴾ [الصافات: ٦].
التزيين: التحسين، وحفظ الشيء: صونه، والمارد: الخارج إلى الفساد العاتي. واختلف القراء فقرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وابن كثير ﴿بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ﴾ وقرأ عاصم من طريق أبي بكر ﴿بِزِينَةِ﴾ ينون (زينة) وينصب (الكواكب)، وقرأ حمزة وحفص


الصفحة التالية
Icon