(الآيات) وفيها (اللام) وأنشد قال: أنشدنا الكسائي:
إن الخلافة بعدهم لذميمة وخلائف طرف لما أحقر
وذكر أن أبيا قرأ ﴿وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ﴾، وكذلك في الثالثة، وأجاز الكسائي: في الدار لزيد، والبصريون لا يجيزون ذلك.
﴿ومن سورة الأحقاف﴾
* * *
قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا﴾ [الأحقاف: ٢٤].
العارض: الدفعة من المطر هاهنا، وأصل العارض: الماء ولا يلبث. ومنه قيل: الدنيا عرض، ولذلك قالوا لخلاف الجوهر؛ لقلة بقائه، وقيل سمي السحاب عارضاً لأخذه في عرض السماء قال الأعشى:
يا من يرى عارضاً قد بت أرقبه كأنما البرق في حافاته الشعل
والضمير يعود على العذاب، أي فلما رأوا العذاب الذي تقدم ذكره معترضاً مستقبل أوديتهم ظنوه مطراً.
وقوله: ﴿مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ﴾ نكرة، وإن كان بلفظ المعرفة؛ لأن الانفصال مقدر فيه، والمعنى: فلما رأوه مستقبلاً أوديتهم، وكذلك ﴿مُمْطِرُنَا﴾ إنما معناه: ممطر لنا، واسم الفاعل إذا كان بمعنى الحال والاستقبال كان الانفصال مقدراً فيه، نحو قولك: هذا ضارب زيد غداً، وشاتم عمر الساعة، والمعنى سيضربه وهو يشتمه، وعليه قوله تعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ﴾ [آل عمران: ١٨٥] وقوله: ﴿هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ﴾ [المائدة: ٩٥]، قال جرير: