﴿ومن سورة الطور﴾
* * *
قوله تعالى: ﴿يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ﴾ [الطور: ٢٣].
الكأس: القدح بما فيه، ولا يسمى كأساً إذا لم يكن فيه شيء، قال الشاعر:
صددت الكأس عنا أم عمرو وكان الكأس مجراها اليمينا
وقد تسمى الخمر نفسها كأساً، قال علقمة:
كأس عزيز من الأعناب عتقها لبعض أربابها حانية حوم
ومعنى ﴿يَتَنَازَعُونَ﴾ يتعاطفون كأس الخمر، قال الأخطل:
نازعته طيب الراح الشمول وقد صاح الدجاج وحانت وقعة الساري
واللغو واللغا: كل ما لا خير فيه من الكلام، قال الراجز:
عن اللغا ورفث التكلم
والتأثيم والإثم والآثام واحد.
وقرأ ابن كثير ﴿لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ﴾ بالنصب، وقرأ الباقون بالرفع والتنوين.
فمن نصب أعمل ﴿لَا﴾ في الموضعين، وهي تنصب النكرة بلا تنوين؛ لأنها مشبهة بـ: (إن) / وذلك أن (إن) موجبة و (لا) نافية، والعرب تحمل النقيض على النقيض، كما لم


الصفحة التالية
Icon