وخدمتها لبيت المقدس مقام رجل أو رجال.
﴿ومن سورة الملك﴾
* * *
قوله تعالى: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ﴾ [الملك: ١].
قال علي بن عيسى: معنى ﴿تَبَارَكَ﴾ تعالى؛ لأنه الثابت الدائم الذي لم يزل ولا يزال؛ وذلك أن أصل الصفة: الثبوت، من البروك وهو ثبوت الطير على الماء، ومنه البركة لثبوت الخير بها، قال: ويجوز في معنى ﴿تَبَارَكَ﴾ تعالى من جميع البركات منه، إلا أن هذا المعنى مضمن في الصفة غير مصرح به، وإنما المصرح به: تعالى باستحقاق التعظيم والُملْكُ: القدرة والسلطان، وأصله من أصل المَلك، وأصل المَلك من الشد، يقال: ملكت العجين إذا شددته، وقد شرح في الفاتحة.
* * *
قوله تعالى: ﴿لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ [الملك: ٢].
الابتلاء: الاختبار، يقال: بلوت هذا الأمر وابتليته أي: اختبرته، قال زهير:
فأبلاهم خير البلاء الذي يبلو
ويقال: لم يبل من يخبر، أي: يعلم، والجواب لتقوم الحجة، لئلا يبقى للخلق على الله حجة، ويكون الثواب والعقاب بعد العلم بوقوع الأمر دون العلم بأنه سيكون كذلك.
وقوله تعالى: ﴿أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ مبتدأ وخبر، ولا يعمل فيه ﴿لِيَبْلُوَكُمْْ﴾ لأن البلوى لم تقع على قوله: ﴿أَيُّكُمْ﴾، وفي الكلام لإضمار فعل، والتقدير: ليبلوكم؛ لينظر أيكم أطوع له، وكذلك قوله تعالى: ﴿سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ﴾ [القلم: ٤٠]، وإنما يأتي هذا ونحوه في أفعال علم، ولو قلت: اضرب أيهم ذهب أو يذهب، لم يكن إلا


الصفحة التالية
Icon