ويسأل عن نصب قوله: ﴿قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ﴾ و ﴿قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ﴾ [الحاقة: ٤٢].
وفيه وجهان:
أحدهما: أن يكون نعتاً لمصدر محذوف، أي: إيماناً قليلاً ما تؤمنون، وإدراكاً قليلاً تذكرون.
والثاني: أن يكون نعتاً لظرف محذوف، أي: وقتاً قليلاً تؤمنون ووقتاً قليلاً تذكرون، و ﴿مَا﴾ على هذا التقدير صلة. وإن شئت جعلت ﴿مَا﴾ مصدرية، فيكون التقدير: قليلاً إيمانكم وقليلاً أذكاركم، وتكون في موضع رفع بـ: ﴿قَلِيلًا﴾.
﴿ومن سورة المعارج﴾
* * *
قوله تعالى: ﴿سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (١) لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ﴾ [المعارج: ١-٢].
قال مجاهد: هذا السائل هو الذي قال: ﴿اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ﴾ [الأنفال: ٣٢]، وهو النضر بن الحارث، وقال الحسن: سأل المشركون فقالوا: لمن هذا العذاب الذي تذكر يا محمد؟ فجاء جوابهم بأنه ﴿لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ﴾، وقيل: (اللام) في قوله: ﴿لِلْكَافِرِينَ﴾ بمعنى (على) أي: واقع على الكافرين، وقال الفراء: هي بمعنى (الباء) أي: بالكافرين واقع، وهو قول الضحاك.
وقرأ نافع وابن عامر "سال سائل" بغير همز في ﴿سَأَلَ﴾ وهمز الباقون.
فمن همز جاز في (الباء) على قوله وجهان: