قال ابن عباس وابن مسعود ومجاهد وقتادة وأبو صالح: ﴿وَالْمُرْسَلَاتِ﴾ : الرياح، وروي عن ابن مسعود وأبي صالح أيضاً أنها الملائكة، وقيل: ﴿عُرْفًا﴾ أي: بالمعروف، فعلى هذا يكون مفعولاً له، وقيل: ﴿عُرْفًا﴾ أي: متتابعين، ومن قولهم: جاؤوا إليه عرفاً واحداً، فعلى هذا يكون نصباً على الحال.
* * *
قوله تعالى: ﴿وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ﴾ [المرسلات: ١١].
قال مجاهد: أقتت بالاجتماع لوقتها يوم القيامة، كما قال تعالى: ﴿يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ﴾ [المائدة: ١٠٩] وقيل: أقتت: أجلت لوقت ثوابها، وقيل: أقتت: جعل لها وقت يفصل فيها القضاء بين الأمة.
وقرأ أبو عمرو ﴿وُقِّتَتْ﴾ بالواو، وهو الأصل؛ لأنه من الوقت، وقرأ الباقون ﴿أُقِّتَتْ﴾ بإبدال الهمزة من الواو، وهو مطرد في كلام العرب، نحو: جوه وأجوه، ووعد وأعد وأدور وأدر، وما أشبه ذلك.
* * *
قوله تعالى: ﴿وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ﴾ [المرسلات: ٣٦]
يسأل عن هذا فيقال: قد قال تعالى: ﴿يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا﴾ [النحل: ١١١]، وقال هاهنا ﴿هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ﴾ [المرسلات: ٣٥] ؟
الجواب: أن ابن عباس قال: هذه مواقف يؤذن لهم مرة في الكلام ومرة لا يؤذن لهم في الكلام، وقال الزجاج: أي لا ينطقون بحجة وهذا كقول القائل يتكلم بغير حجة هذا ليس بكلام.
﴿ومن سورة يسألون﴾
* * *
قوله تعالى: ﴿إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (٢١) لِلطَّاغِينَ مَآبًا (٢٢) لَابِثِينَ فِيهَا
أَحْقَابًا (٢٣) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا﴾ [النبأ: ٢١-٢٤].