(طوى) قال هو موضع يسمى (مذكر)، ومن لم يجره جعله معدولاً عن جهته، كما تقول: عمر وزفر، قال: ولم نجد اسماً من الواو والياء عدل عن وجهته غير (طوى)، فالإجراء فيه أحب إليَّ؛ إذ لم أجد له في المعدول نظيراً.
وقيل: لم ينصرف ﴿طُوًى﴾ لأنه معرفة، وهو اسم للبقعة، فاجتمع فيه التعريف والتأنيث.
* * *
قوله تعالى: ﴿فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى﴾ [النازعات: ٢٥].
قال ابن عباس ومجاهد والشعبي ﴿الْأُولَى﴾ قوله: ﴿عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي﴾ [القصص: ٢٤]، وقال الحسن وقتادة: عذاب الدنيا وعذاب الآخره، وقال مجاهد: أول عمله وآخره.
* * *
قوله تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ طَغَى (٣٧) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (٣٨) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (٣٩) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (٤٠) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات: ٣٧-٤١].
قال البصريون: المعنى: فهي المأوى له، فحذف العائد؛ لأن المعنى مفهوم، ومثله قوله تعالى: ﴿مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ﴾ [ص: ٥٠]، أي: الأبواب منها.
وقال الكوفيون: الألف واللام عقيب الإضافة، والمعنى: فهي ماواه، ومثله: زيد أما المال فكثير، وأما الخلق فحسن، تقديره عند البصريين: أما الماعل عنده وأما الخلق منه، وتقديره عند الكوفيين أما ماله وأما خلقه.
﴿ومن سورة عبس﴾
* * *
قوله تعالى: ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى (١) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى﴾ [عبس: ١-٢].