والثاني: أن يكون ﴿تَسْنِيمٍ﴾ مصدراً، يجرى مجرى قوله: ﴿أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ﴾ [البلد: ١٤]، فيكون مفعولاً به.
والثالث: أنه على المدح، أي: أعني عيناً.
والرابع: أن المعنى: يسقون عيناً.
وأجاز الفراء: أن يكون على تقدير: سنم عيناً، أي: رفع عيناً، وهذا أيضاً يكون على الحال فهذه خمسة أوجه.
﴿ومن سورة انشقت﴾
* * *
قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ﴾ [الانشقاق: ٦]
الكدح: السعي، يقال: كدح في أمره يكدح كدحاً.
ويسأل عن (الهاء) في قوله: ﴿فَمُلَاقِيهِ﴾ ؟
وفيها جوابان:
أحدهما: أن المعنى: فملاقي ربك.
والثاني: أن المعنى: فملاقي كدحك، أي: عملك وسعيك.
* * *
قوله تعالى: ﴿لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ (١٩) فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ [الانشقاق: ٢٠]
قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي: ﴿لَتَرْكَبَنَّ﴾ بفتح (الباء) على معنى: لتركبن يا محمد، وقرأ الباقون: ﴿لَتَرْكَبُنَّ﴾ بالضم، على تقدير: تركبن إيها الناس، والأصل: لتركبون، فدخلت النون للتوكيد، فسقطت نون الإعراب؛ لأنهما لا يجتمعان، فصار: لتركبون، فالتقى ساكنان (الواو) و (أول المشدد) فحذفت (الواو) لالتقاء الساكنين، وتركت الضمة.


الصفحة التالية
Icon