إهلاك رأس المال، فالإنسان في هلاك نفسه وهو أكثر رأس المال بمنزله ذلك. إلا المؤمن العامل بطاعة ربه الصابر على ذلك والمتواصي بالحق، وقيل: المراد بذلك (أبو بكر) و (عمر) رضي الله عنهما.
﴿ومن سورة الهمزة﴾
* * *
قوله تعالى: ﴿وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ﴾ [الهمزة: ١]
قال محمد بن إسحاق: نزلت في أمية بن خلف، وذلك أنه رأى النبي - ﷺ - فهمزة ولمزة، فأنزل الله تعالى: ﴿وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ﴾.
والهمزة: الذي يشتم الرجل علانية، قال حسان:
همزتك فاختضعت لذل نفس بقافية تأجج كالشواظ
واللمزة: الذي يصيب الناس سراً ويؤذيهم، قال رؤية:
في ظل باطلي ولمزي
وقيل: الهمزة: الكثير الطعن على غيره بغير حق، العائب لمن ليس فيه عيب، يقال: رجل همزة كما يقال: ضحكة وهزأة، قال ابن عباس اللمزة: المغتاب العياب.
* * *
قوله تعالى: ﴿الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (٢) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ﴾ [الهمزة: ٢-٣].
﴿الَّذِي﴾ في موضع جر على البدل من ﴿هُمَزَةٍ﴾، ولا يجوز أن يكون نعتاً؛ لأنه معرفة، و ﴿هُمَزَةٍ﴾ نكرة. ويجوز أن يكون في موضع نصب على إضمار (أعني)، ويجوز أن يكون ي موضع رفع على إضمار (هو).