وقوله: ﴿أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ﴾ يجوز في ﴿مَا﴾ وجهان:
أحدهما: أن تكون نافية، والمعنى: ما أغنى عنه ماله.
والثاني: أن تكون استفهاماً، وموضعها نصب، والتقدير: أي شيء أغنى عنه ماله.
* * *
قوله تعالى: ﴿سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ﴾ [المسد: ٣].
جاء في التفسير: أن (أم جميل) حمالة الحطب، كانت تحمل الشوك وتلقيه في طريق النبي - ﷺ -، وقيل: حمالة الحطب (نمامة)، والأول قول ابن عباس والضحاك وابن زيد، والثاني قول عكرمة ومجاهد وقتادة. والجيد: العنق، والمسد: الليف.
قال الفراء: يرتفع ﴿وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ﴾ من جهتين:
أي: يصلى وامرأته نار جهنم، و ﴿حَمَّالَةَ﴾ صفة لها هذا وجه.
والوجه الآخر: يقول: ما أغنى عنه ماله وامرأته في النار، فيكون ﴿فِي جِيدِهَا﴾ الرافع بها يعني: أن ﴿امْرَأَتُهُ﴾ مبتدأ، و ﴿فِي جِيدِهَا﴾ الخبر، وإن شئت جعلت ﴿حَمَّالَةَ الْحَطَبِ﴾ رافعة لها، أي: خبراً، كأنك قلت: ما أغنى ماله وامرأته هكذا.
ومن نصب ﴿حَمَّالَةَ﴾ فعلى القطع؛ لأنها نكرة؛ الانفصال مقدر فيها، أو على الشتم والذم والوجه الأول لا يجوز عند البصريين.
﴿ومن سورة الإخلاص﴾
* * *
قوله تعالى: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ﴾ [الإخلاص: ١-٢].
قال الفراء: سأل الكفار النبي - ﷺ -، فقالوا: ما ربك؟ أمن ذهب أم من فضة؟ ايأكل أم يشرب؟ فأنزل الله تعالى: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ﴾، والتقدير على هذا: قُل