جواب " إذا " فسبِّحْ، أو محذوفٌ تقديره: حَضر أَجَلك، أي إذا جاء نصرُ اللهِ إيَّاك على من عاداك، حضر أجلك، وكان رسول الله - ﷺ - يقول لما نزلت هذه السورة: نَعَى اللَّهُ إلَيَّ نفسي، وقال الحسنُ: أُعلم النبيُّ - ﷺ - أنه قد اقترب أجلُه، فأُمر بالتسبيح والاستغفار، ليُختم له في عمره بالزيادة في العمل الصالح، فكان يُكثر من قوله: " سبْحانك اللهمَّ اغفرْ لي إنَّك أنتَ التَّوَّاب " ورُوي أن النبي - ﷺ - عاش بعد نزولها سنتين.
" تَمَّتْ سُورَةُ النصر "
سُورَة المَسد
أ - قوله تعالى: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ) ليس بتكرارٍ
مع ما بعده، لأنه دعاءٌ، والثاني خبرٌ، فقد تبَّ أي خسر، وقيل: " تَبَّتْ يَدَا أَبي لَهَبٍ " أي عملُه " وَتَبَّ " أبو لهب.
إن قلتَ: كيف ذكَرهَ اللَّهُ تعالى بكنيتهِ، دون اسمِهِ وهو " عبدُ العُزَّى " مع أنَّ ذلك إكرامٌ واحترامٌ؟
قلت: لأنه لم يشتهر إلاَّ بكنيته، أو لأن ذكره باسمه خلاف الواقع حقيقةً، لأنه عبدُ اللهِ لا عبدُ العزَّى، أو لأنه ذكره بكنيته، لموافقة حاله لها، فإن مصيره إلى النَّارِ ذاتِ


الصفحة التالية
Icon