ولما تقرر بذكر الآية مرة بعد مرة مع ما أفادته من تأسيس التفصيل لأنواع الآيات تأكيد رسالته تلطيفاً لطباعهم الكثيفة، فينقطع منها ما كانت ألفته في الأزمان المتطاولة من العوائد الباطلة سبب عن ذلك ما يصرح بعبوديته أيضاً فقال مبادراً للإشارة إلى أن الأدب مع المحسن آكد والخوف منه أحق وأوجب لئلا يقطع إحسانه ويبدل امتنانه ﴿فاتقوا الله﴾ أي الذي له الأمر كله ﴿وأطيعون *﴾ أي في قبولها فإن التقوى مستلزمة لطاعة الرسول.
ولما كان كأنه قيل: ما تلك الآية التي سميتها «آية» بعد ما جئت به من الأشياء الباهرة قال: ﴿إن الله﴾ الجامع لصفات الكمال ﴿ربي وربكم﴾ أي خالقنا ومربينا، أنا وأنتم في ذلك شرع واحد، وقراءة من فتح ﴿إن﴾ أظهر في المراد ﴿فاعبدوه هذا﴾ أي الذي دعوتكم إليه ﴿صراط مستقيم *﴾ أنا وأنتم فيه سواء، لا أدعوكم


الصفحة التالية
Icon