عظمة المنظور فيه بأنه أهل لأن يستفهم عنه لأنه خرج عن العوائد فتعاظم إشكاله فقال: ﴿كيف كان عاقبة﴾ أي آخر أمر ﴿المكذبين *﴾.
ولما تكفلت هذه الجمل بالهداية إلى سعادة الدارين نبه على ذلك سبحانه وتعالى بقوله على طريق الاستفتاح: ﴿هذا بيان﴾ أي يفيد إزالة الشبه ﴿للناس﴾ أي المصدقين والمكذبين ﴿وهدى﴾ أي إرشاد بالفعل ﴿وموعظة﴾ أي ترقيق ﴿للمتقين*﴾.
ولما أمرهم بالمسارعة وأتبعها علتها ونتيجتها نهاهم عما يعوق عنها من قبل الوهن الذي عرض لهم عند رؤيتهم الموت فقال - ويجوز أن يعطف على ما تقديره: فتبينوا واهتدوا واتعظوا إن كنتم متقين، وانظروا أخذنا لمن كان قبلكم من أهل الباطل وإن كان لهم دول وصولات ومكر وحيل -: ﴿ولا تهنوا﴾ أي في جهاد أعدائكم الذين هم أعداء الله، فالله معكم عليهم، وإن ظهروا يوم أحد نوع ظهور فسترون إلى من يؤول الأمر ﴿ولا تحزنوا﴾ أي على ما أصابكم منهم ولا على غيره مما عساه ينوبكم ﴿و﴾ الحال أنكم ﴿أنتم الأعلون﴾ أي في الدارين ﴿إن كنتم مؤمنين *﴾ أي إن كان الإيمان - وهو التصديق بكل ما يأتي عن الله - لكم صفة راسخة، فإنهم لا يهنون؛


الصفحة التالية
Icon