﴿من قبل أن تلقوه﴾ أي رغبة فيما أعد الله للشهداء ﴿فقد رأيتموه﴾ أي برؤية قتل إخوانكم، والضمير يصلح أن يكون للموت المعبر به عن الحرب، وللموت نفسه برؤية أسبابه القريبة، وقوله: ﴿وأنتم تنظرون *﴾ بمعنى رؤية العين، فهو تحقيق لإرادة الحقيقة.
ولما كان التقدير: فانهزمتم عندما صرخ الشيطان كذباً: ألا إن محمداً قد قتل! ولم يكن لكم ذلك فإنكم إنما تعبدون رب محمد الحي القيوم وتقاتلون له، وأما محمد فما هو بخالد لكم في الدنيا قال: ﴿وما محمد إلا رسول﴾ أي من شأنه الموت، لا إله، ثم قرر المراد من السياق بقوله: ﴿قد خلت﴾ أي بمفارقة أممهم، إما بالموت أو الرفع إلى السماء، ولما كان المراد أن الخلو منهم إنما كان في بعض الزمان الماضي لما مضى أثبت الجار فقال: ﴿من قبله الرسل﴾ أي فيسلك سبيلهم، فاسلكوا أنتم سبيل من نصح نفسه من أتباعهم فاستمسك بنورهم.
ولما سبب عن ذلك إنكار انهزامهم ودعتهم على تقدير فقده أنكر عليهم بقوله: ﴿أفإن﴾ ولما كان الملك القادر على ما يريد


الصفحة التالية
Icon