للقلوب عطف على قوله ﴿صرفكم﴾ ﴿ولقد عفا عنكم﴾ أي تفضلاً عليكم لإيمانكم ﴿والله﴾ الذي له الكمال كله ﴿ذو فضل على المؤمنين *﴾ أي كافة، وهو من الإظهار في موضع الإضمار للتعميم وتعليق الحكم بالوصف.
ولما ذكر علة الصرف والعفو عنه صوّره فقال: ﴿إذ﴾ أي صرفكم وعفا عنكم حين ﴿تصعدون﴾ أي تزيلون الصعود فتنحدرون نحو المدينة، أو تذهبون في الأرض لتبعدوا عن محل الوقعة خوفاً من القتل ﴿ولا تلوون﴾ أي تعطفون ﴿على أحد﴾ أي من قريب ولا بعيد ﴿والرسول﴾ أي الذي أرسل إليكم لتجيبوه إلى كل ما يدعوكم إليه وهو الكامل في الرسلية ﴿يدعوكم في أخراكم﴾ أي ساقتكم وجماعتكم الأخرى، وأنتم مدبرون وهو ثابت في مكانه في نحر العدو في نفر يسير لا يبلغون أربعين نفساً على اختلاف الروايات - وثوقاً بوعد الله ومراقبة له يقول كلما مرت عليه جماعة منهزمة: «إليّ عباد الله! أنا رسول الله! إليّ إليّ عباد الله» كما هو اللائق بمنصبه الشريف من الاعتماد على الله والوثوق بما عنده وعد من دونه من ولي