أي الملك الأعظم قتلاً ﴿او متم﴾ أي فيه موتاً على أية حالة كانت. ولما كان للنفوس غاية الجموح عن الموت زاد في التأكيد فقال: ﴿لمغفرة﴾ أي لذنوبكم تنالكم فهذا تعبد بالخوف من العقاب ﴿من الله﴾ أي الذي له نهاية الكمال بما كنتم عليه من طاعة ﴿ورحمة﴾ أي لأجل ذلك وهو تعبد لطلب الثواب ﴿خير مما يجمعون *﴾ أي مما هو ثمرة البقاء في الدنيا عند أهل الشقاء مع أنه ما فاتكم شيء من أعماركم.
ولما ذكر أشرف الموت بادئاً بأشرفه ذكر ما دونه بادئاً بأدناه فقال: ﴿ولئن متم أو قتلتم﴾ أي في أي وجه كان على حسب ما قدر عليكم في الأزل ﴿لإلى الله﴾ أي الذي هو متوفيكم لا غيره، وهو ذو الجلال والإكرام الذي ينبغي أن يعبد لذاته. ودل على عظمته بعد الدلالة بالاسم الأعظم بالبناء للمجهول فقال: ﴿تحشرون *﴾ فإن كان ذلك الموت أو القتل على طاعته أثابكم وإلا عاقبكم، والحاصل أنه لا حيلة في دفع الموت على حالة من الحالات: قتل أو غيره، ولا في الحشر إليه سبحانه وتعالى، وأما الخلاص من هول ذلك اليوم ففيه حيلة بالطاعة. والله سبحانه وتعالى الموفق. وما أحسن ما قال عنترة في نحوه وهو