يجد له} ولما كان كل أحد قاصراً عن مولاه، عبر بقوله: ﴿من دون الله﴾ أي الذي حاز جميع العظمة ﴿ولياً﴾ أي قريباً يفعل معه ما يفعل القريب ﴿ولا نصيراً *﴾ أي ينصره في وقت ما! وما أشد التئامها بختام أول الآيات المحذرة منهم ﴿ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يشترون الضلالة﴾ [النساء: ٤٤] إلى قوله ﴿وكفى بالله ولياً وكفى بالله نصيراً﴾ [النساء: ٤٥] إشارة إلى أن مقصود المنافقين من مشايعة أهل الكتاب ومتابعتهم إنما هو الولاية والنصرة، وأنهم قد ضيعوا منيتهم فاستنصروا بمن لا نصرة له، وتركوا من ليست النصرة إلا له.
ولما أبدى جزاء المسيء تحذيراً، أولاه أجر المحسن تبشيراً فقال: ﴿ومن يعمل﴾ وخفف تعالى عن عباده بقوله: ﴿من الصالحات﴾ ولما عمم بذكر (من) صرح بما اقتضته في قوله: ﴿من ذكر وأنثى﴾ وقيد ذلك بقوله: ﴿وهو﴾ أي والحال أنه ﴿مؤمن﴾ ليكون بناؤه الأعمال على أساس الإيمان ﴿فأولئك﴾ أي العالو الرتبة، وبنى فعل الدخول للمفعول في قراءة ابن كثير وأبي عمروا وأبي جعفر وأبي بكر عن عاصم وروح عن يعقوب، وللفاعل في قراءة غيرهم، لأن المقصود نفس الفعل، لا كونه من فاعل معين؛ وإن كانت قراءة الأولين أكثر فائدة ﴿يدخلون﴾ أي يدخلهم الله ﴿الجنة﴾ أي الموصوفة ﴿ولا يظلمون﴾ وبنى الفعل للمجهول، لأن المقصود الخلاص