ولما كان المراد بالمرض الفساد المعنوي المؤدي إلى خبث العقيدة، عبر عنه بالرجس فقال: ﴿فزادتهم رجساً﴾ أي اضطراباً موجباً للشك، وزاد الأمر بياناً بأن المراد المجاز بقوله: ﴿إلى رجسهم﴾ أي شكهم الذي كان في غيرها ﴿وماتوا﴾ أي واستمر بهم ذلك لتمكنه عندهم إلى أن ماتوا ﴿وهم كافرون*﴾ أي عريقون في الكفر، وسمي الشك في الدين مرضاً لأنه فساد في الروح يحتاج إلى علاج كفساد البدن في الاحتياج، ومرض القلب أعضل، وعلاجه أعسر وأشكل، ودواءه أعز وأطباؤه أقل. ولما زاد الكفار بالسورة رجساً من أجل كفرهم بها، كانت كأنها هي التي زادتهم، وحسن وصفها بذلك كما حسن: كفى بالسلامة داء، وكما قال الشاعر:
أرى بصري قد رابني بعد نصحه | وحسبك داء أن تصح وتسلما |
ولما كان التقدير تسبيباً عما جزم به من الحكم بعراقتهم في الرجس