قدره؛ وانتهى الجواب بقوله: ﴿إن الذين يفترون على الله الكذب﴾ - الآية، وهذا الذي فسر الله به الأولياء لا مزيد على حسنه، وعن علي رضي الله عنه «هم قوم صفر الوجوه من السهر عمش العيون من العبر خمص البطون من الخوى» وقيل: الولي من لا يرائي ولا ينافق، وما أقل صديق من كان هذا خلقه، وصح عن الإمامين: أبي حنيفة والتبيان أن كلاًّ منهما قال: إن لم يكن العلماء أولياء الله فليس لله ولي.
وهذا في العالم العامل بعلمه كما بينته عند قوله في سورة الزمر ﴿قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون﴾ [الزمر: ٩].
ولما نفىعنهم الخوف والحزن، زادهم فقال مبيناً لتوليه لهم بعد أن شرح توليهم له: ﴿لهم﴾ أي خاصة ﴿البشرى﴾ أي الكاملة ﴿في الحياة الدنيا﴾ أي بأن دينهم يظهر وحالهم يشتهر وعدوهم يخذل وعمله لا يقبل وبالرؤية الصالحة ﴿وفي الآخرة﴾ بأنهم هم السعداء وأعداؤهم الأشقياء وتتلقاهم الملائكة ﴿هذا يومكم الذي كنتم توعدون﴾ [الأنبياء: ١٠٣]. وما كان الغالب على أحوال أهل الله في الدنيا الضيق ولا سيما في أول الإسلام، كان السامع لذلك بمعرض أن يقول: يا ليت شعري هل يتم هذا السرور! فقيل: نعم، وأكد بنفي الجنس لأن الجبابرة ينكرون ذلك لهم لما يرون من أن عزهم من


الصفحة التالية
Icon