ولا يحل التصرف في مال المالك إلا بإذنه؛ ثم قال عطفاً على ما أنكره عليهم هناك: ﴿ويعبدون﴾ وأشار إلى سفول المراتب كلها عن رتبته سبحانه فقال تعالى: ﴿من دون الله﴾ أي من غير من له الجلال والإكرام مما هو في غاية السفول من الأصنام وغيرها ﴿ما لا يملك﴾ أي بوجه من الوجوه ﴿لهم رزقاً﴾ تاركين من بيده جميع الرزق، وهو ذو العلو المطلق الذي رزقهم من الطيبات؛ ثم بين جهة الرزق فقال تعالى: ﴿من السماوات والأرض﴾ ثم أكد تعميم هذا النفي بقوله - مبدلاً من ﴿رزقاً﴾، مبيناً أن تنوينه للتحقير -: ﴿شيئاً﴾ ثم أكد حقارتهم بقوله جامعاً لأن ما عجز عند الاجتماع فهو عند الانفراد أعجز: ﴿ولا يستطيعون﴾ أي ليس لهم نوع استطاعة أصلاً، ولك أن تجعله معطوفاً على ما مضى من المعجَّب منه من أقوالهم وأفعالهم في قوله ﴿ويجعلون لله ما يكرهون﴾ ونحوه.
ولما دحض بهذه الحجة جميع ما أقاموه من الشبه وضربوه من الأمثال فيما ارتكبوه من قولهم إن الملك لا يتوصل إليه إلا


الصفحة التالية
Icon