أمرهم موجباً - بعد طول رقادهم - للتوحيد وإبطال الشرك) بسم الله (الذي لا كفوء له ولا شريك) الرحمن (الذي أقام عباده على أوضح الطرق بقيم الكتاب) الرحيم (بتفضيل من اختصه بالصواب.
لما ختمت تلك بأمر الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالحمد عن التنزه عن صفات النقص لكونه أعلم الخلق بذلك، بدئت هذه بالإخبار باستحقاقه سبحانه الحمد على صفات الكمال التي منها البراءة عن كل نقص، منبها بذلك على وجوب حمده بما شرع من الدين على هذا الوجه الأحكم بهذا الكتاب القيم الذي خضعت لجلاله العلماء الأقدمون، وعجز عن معارضته الأولون والآخرون، الذي هو الدليل على ما ختمت به تلك من العظمة والكمال، والتنزه والجلال، فقال ملقنا لعباده حمده، معلما لهم كيف يثنون عليه، مفقها لهم في اختلاف العبارات باختلاف المقامات: ﴿الحمد﴾ أي الإحاطة بصفات الكمال ﴿لله﴾ أي المستحق لذلك لذاته.
ولما أخبر باستحقاقه ذلك لذاته، أخبر بأنه يستحقه أيضاً لصفاته وأفعاله، فقال تعالى: ﴿الذي﴾ ولما كان المراد وصف جملة الكتاب