﴿فاتخذتموهم سخرياً﴾ أي موضعاً للهزء والتلهي والخدمة لكم، قال الشهاب السمين في إعرابه: والسخرة - بالضم: الاستخدام، وسخريا - بالضم منها والسخر بدون هاء - الهزء والمكسور منه يعني على القراءتين وفي النسبة دلالة على زيادة قوة في الفعل كالخصوصية والعبودية ﴿حتى أنسوكم﴾ أي لأنهم كانوا السبب في ذلك بتشاغلكم بالاستهزاء بهم واستبعادهم ﴿ذكري﴾ أي أن تذكروني فتخافوني بإقبالكم بكليتكم على ذلك منهم.
ولما كان التقدير: فتركتموه فلم تراقبوني في أوليائي، عطف عليه قوله: ﴿وكنتم﴾ أي بأخلاق هي كالجبلة ﴿منهم﴾ أي خاصة ﴿تضحكون*﴾ كأنهم لما صرفوا قواهم إلى الاستهزاء بهم عد ضحكهم من غيرهم عدماً.
ولما تشوفت النفس بعد العلم بما فعل بأعدائهم إلى جزائهم، قال: ﴿إني جزيتهم﴾ أي مقابلة على عملهم ﴿اليوم بما صبروا﴾ أي على عبادتي، ولم يشغلهم عنها تألمهم بأذاكم كما كما شغلكم عنها التذاذكم بإهانتهم، فوزَهم دونكم، وهو معنى قوله: ﴿أنهم هم﴾ أي خاصة ﴿الفائزون*﴾ أي


الصفحة التالية
Icon