المعاندين يوم الندم بقوله)) ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون () [المؤمنون: ١٠٥] وبقوله)) أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً () [المؤمنون: ١١٥] كل ذلك رحمة منه لخلقه ليرجع منهم من قضى بسعادته، ثم ختم بقوله)) وأنت خير الراحمين () [المؤمنون: ١١٨] فابتدأ سبحانه هذه السورة بأنه منَّ على المخاطبين ببيان ما خلقوا له من الأحكام لنهم لم يخلقوا سدى، بل لتكاليف تعبدهم بها ترفع التنازع وتحسم مادة الشر، فتوجب الرحمة والعطف بسلامة الصدر بما فيهم من الجنسية، فقال مخبراً عن مبتدإ تقديره: هذه
﴿سورة﴾ أي عظيمة؛ ثم رغب في امتثال ما فيها مبيناً أن تنويهاً للتعظيم بقوله: ﴿أنزلناها﴾ أي بما لنا من العظمة وتمام العلم والقدرة ﴿وفرضناها﴾ أي قررناها وقدرناها وأكثرنا فيها من الفروض وأكدناها ﴿وأنزلنا فيها﴾ بشمول علمنا ﴿آيات﴾ من الحدود والأحكام والمواعظ والأمثال وغيرها، مبرهناً عليها ﴿بينات﴾ لا إشكال فيها رحمة منا لكم، فمن قبلها دخل في دعوة نبينا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التي لقناه إياها في آخر تلك فرحمه خير الراحمين، ومن أباها ضل فدخل في التبكيت بقولنا ﴿ألم تكن آياتي تتلى عليكم﴾ [المؤمنون: ١٠٥] ونحوه، وذلك معنى قوله: ﴿لعلكم تذكرون*﴾ أي لتكونوا - إذا تأملتموها مع ما قبلها من الآيات المرققة والقصص