لأن يقدر أحد على إحياء الميت كما أن معبوداته لا تقدر على ذلك فقال: ﴿قال﴾ أي على سبيل الإنكار: ﴿من يحيي﴾.
ولما كانت العظام أصلب شيء وأبعده عن قبول الحياة لا سيما إذا بليت وأرفتت قال: ﴿العظام وهي﴾ ولما أخبر عن المؤنث باسم لما بلي من العظام غير صفة، لم يثبت تاء التأنيث فقال: ﴿رميم *﴾ أي صارت تراباً يمر مع الرياح.
ولما كان موطناً يتشوف فيه السامع لهذا الكلام إلى جوابه، استأنف قوله مخاطباً من لا يفهم هذه المجادلة حق فهمها غيره: ﴿قل﴾ أي لهذا الذي ضرب هذا المثل جهلاً منه في قياسه من يقدر على كل شيء على من لا يقدر على شيء، وأعاد فعل الإحياء نصاً على المراد دفعاً للتعنت ودلالة على الاهتمام فقال: ﴿يحييها﴾ أي من بعد أن بليت ثاني مرة، ولفت القول إلى وصف يدل على الحكم فقال: ﴿الذي أنشأها﴾ أي من العدم ثم أحياها ﴿أول مرة﴾


الصفحة التالية
Icon