كان يوم القيامة جعل الله السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع والماء والثرى على إصبع والخلائق على إصبع ثم يميزهن ثم يقول: أنا الملك، فلقد رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يضحك حتى بدت نواجذه - تعجيباً وتصديقاً لقوله - ثم قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ﴿وما قدروا الله حق قدره﴾ - إلى: - ﴿يشركون﴾ [الأنعام: ٩١] » وروى الشيخان عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يطوي الله السماوات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول: أنا الملك اين الجبارون أين المتكبرون ثم يطوي الأرضين ثم يأخذهن بشماله ثم يقول: أنا الملك أين الجبارون أين المتكبرون»، وللبخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «يقبض الله الأرض يوم القيامة، ويطوي السماء بيمينه، ثم يقول: أنا الملك أين ملوك الأرض».
ولما دل على عظيم قدره بعض ما يكون يوم القيامة، أتبعه ما لا يحتمله القوي من أحوال ذلك اليوم دليلاً آخر، فقال دالاً على عظيم قدرته وعزه وعظمته بالبناء للمفعول: ﴿ونفخ في الصور﴾ أي القرن العاطف للأشياء المقبل بها نحو صوته المميل لها عن أحوالها العالي عليها


الصفحة التالية
Icon