وهو ما يجتمع من الطل فيصير ما على الأوراق والأزهار، وأزالهما من الزوال وهو التنحية عن المكان أو المكانة وهو المصير بناحية منه؛ ﴿الشيطان﴾ هو مما أخذ من أصلين: من الشطن وهو البعد الذي منه سمي الحبل الطويل، ومن الشيط الذي هو الإسراع في الاحتراق والسمن، فهو من المعنيين مشتق كلفظ إنسان وملائكة ﴿عنها﴾ أي عن مواقعة الشجرة وعن كلمة تقتضي المجاوزة عن سبب ثابت كقولهم: رميت عن القوس - انتهى.
وتحقيقه فأصدر الشيطان زلتهما أو زوالهما عنها ﴿فأخرجهما﴾ أي فتسبب عن إيقاعهما في الزلل الناشىء عن تلك المواقعة أنه أخرجهما ﴿مما كانا فيه﴾ من النعمة العظيمة التي تجل عن الوصف. قال الحرالي: «في» كلمة تقتضي وعاء مكان أو مكانة، ثم قال: أنبأ الله عز وجل بما