بتغليب المطمئنة حتى صار الكل روحا صرفا ونورا خالصا بحتا) بسم
الله (الذي شرف رسوله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فأعجز الخلق بكتابه بما له من الجلال) الرحمن (الذي عم بنعمتي الإيجاد والبيان أهل الهدى والضلال) الرحيم (الذي خص أهل العناية بالسداد في الأقوال والأفعال.
لما ذكر سبحانه الآخرة أول سورة المدثر وخوف منها بالتعبير بالناقور وما تبعه، ثم أعاد أمرها آخرها، وذكر التقوى التي هي أعظم أسباب النجاح فيها والمغفرة التي هي الدواء الأعظم لها، وكان الكفار يكذبون بها، وكان سبحانه قد أقام عليها من الأدلة من أول القرآن إلى هنا تارة مع الإقسام وأخرى مع الخلو عنه ما صيرها في حد البديهيات، وكانت العادة قاضية بأن المخبر إذا كذبه السامع حلف على ما أخبره به، وكان الإقسام مع تحقق العناد لا يفيد، أشار سبحانه وتعالى إلى أن الأمر قد صار غنياً عن الإقسام لما له من الظهور الذي لا ينكره إلا معاند، فقال مشيراً إلى تعظيمها والتهويل في أمرها بذكرها وإثبات أمرها بعدم الإقسام أو تأكيده: ﴿لا أقسم﴾ أي لا أوقع الإقسام أو أوقعه مؤكداً ﴿بيوم القيامة *﴾ على وجود يوم القيامة أو بسبب وجوده لأن الأمر


الصفحة التالية
Icon