سورة الهمزة
مقصودها بيان الحزب الأكبر الخاسر الذي أهاه التكاثر، فبانت خسارته يوم القارعة الخافضة الرافعة، واسمها الهمزة ظاهر الدلالة على ذلك) بسم الله (الذي له تمام العز وهو الحكم العدل) الرحمن (الذي عم ظاهر نعمته أهل البخل وأولي البذل) الرحيم (الذي أتم نعمته على من شاء من عباده فخصهم بالفضل.
لما بين الناجين من قسمي الإنسان في العصر، وختم بالصبر، حصل تمام التشوف إلى أوصاف الهالكين، فقال مبيناً لأضلهم وأشقاهم الذي الصبر على أذاه في غاية الشدة ليكون ما أعد له من العذاب مسلاة للصابر: ﴿ويل﴾ أي هلاك عظيم جداً ﴿لكل همزة﴾ أي الذي صار له الهمز عادة لأنه خلق ثابت في جبلته وكذا ﴿لمزة *﴾ والهمز الكسر كالهزم، واللمز الطعن - هذا أصلهما، ثم خصا بالكسر من أعراض الناس والطعن فيهم، وقال ابن هشام في تهذيب السيرة: الهمزة الذي يشتم الرجل علانية، ويكسر عينيه عليه ويهمز به، واللمزة الذي