سورة قريش
مكية في قول الجمهور، مدنية في قول الضحاك والكلبي، هي أربع آيات، وسبع عشرة كلمة، وثلاث وسبعون حرفا. بسم الله الرحمن الرحيم قوله تعالى: ﴿لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ﴾، في متعلق هذه الآية أوجه:
أحدها: أنه ما في السورة قبلها من قوله تعالى: ﴿فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ﴾.
قال الزمخشري «هذا بمنزلة التضمين في الشعر، وهو أن يتعلق معنى البيت بالذي قبله تعلقاً لا يصح إلا به، وهما في مصحف أبيّ سورة واحدة بلا فصل.
وعن عمر أنه قرأهما في الثانية من صلاة المغرب، وقرأ في الأولى:»
والتِّينِ «، انتهى.
وإلى هذا ذهب الأخفش، إلا أن الحوفي قال: ورد هذا القول جماعة، بأنه لو كان كذا، لكان»
لإيْلافِ «بعض سورة» ألَمْ تَرَ «، وفي إجماع الجميع على الفصل بينهما ما يدل على عدم ذلك.
الثاني: أنه مضمر تقديره: فعلنا ذلك، أي: إهلاك أصحاب الفيل ﴿لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ﴾، أي: لتأليف قريش، أو لتنفق قريش، أو لكي تأمن قريش، فتؤلف رحلتيها.
وقيل: تقديره: اعجبوا.
الثالث: أنه قوله تعالى: ﴿فَلْيَعْبُدُواْ﴾ لإيلافهم؛ فإنها أظهر نعمة عليهم.
قاله الزمخشري؛ وهو قول الخليل من قبله.
وقرأ ابن عامر:»
لإلاف «دون ياء قبل اللام الثانية.


الصفحة التالية
Icon