قال الزجاج: ﴿وَيْلٌ﴾ كلمة تقولها العرب لكل واقع في هلكة. قال ابن كثير: هؤلاء صنف آخر من اليهود، وهم الدعاة إلى الضلال بالزور والكذب على الله، وأكل أموال الناس بالباطل. قال ابن عباس: ﴿فَوَيْلٌ لَّهُم﴾، يقول: فالعذاب عليهم من الذين كتبوا بأيديهم من ذلك الكتاب، ﴿وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ﴾ يقول: مما يأكلون به أموال الناس.
قوله عز وجل: ﴿وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللهِ عَهْداً فَلَن يُخْلِفَ اللهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (٨٠) بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٨١) وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٨٢) ﴾.
يقول تعالى: ﴿وَقَالُواْ﴾، أي: اليهود، ﴿لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّاماً مَّعْدُودَةً﴾ قال ابن عباس: اليهود قالوا: لن تمسنا النار إلا أربعين ليلة، وهي مدة عبادتهم العجل. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (لما فتحت خيبر أهديت لرسول الله - ﷺ - شاة فيها سم، فقال رسول الله - ﷺ -: «اجمعوا إليَّ من كان من اليهود ها هنا»، فقال لهم رسول الله - ﷺ -:
«من أبوكم» ؟ قالوا: فلان. قال: «كذبتم، بل أبوكم فلان» فقالوا صدقت وبررت. ثم قال لهم: «هل أنتم صادقيّ عن شيء إن سألتكم عنه» ؟ قالوا: نعم يا أبا القاسم، وإن كذبناك عرفت كذبنا كما عرفته في أبينا. فقال لهم رسول الله - ﷺ -: «من أهل النار» ؟ فقالوا: نكون فيها يسيرًا ثم تخلفونا فيها. فقال لهم رسول الله - ﷺ -: «اخسئوا، والله لا نخلفكم فيها أبدًا». ثم قال لهم رسول الله - ﷺ -: «هل أنتم صادقيّ عن شيء إن سألتكم عنه» ؟ قالوا: نعم يا أبا القاسم. قال: «هل جعلتم في هذه الشاة سمًا» ؟ فقالوا: نعم؟ قال: «فما حملكم


الصفحة التالية
Icon