بصيرة فى السرف
وهو مجاوزة الحدّ فى النفقة وغيره، وفى النفقة أَشهر. وتارة يقال اعتبارًا بالقَدْر، وتارةً بالكيفيَّة، ولهذا قال سفيان: ما أَنفقتَ فى غير طاعة الله فهو سَرَف وإِن كان قليلا. وقوله تعالى: ﴿وَأَنَّ المسرفين هُمْ أَصْحَابُ النار﴾ أَى المتجاوزون فى أُمورهم الحدّ.
وسُمِّىَ قوم لوط مسرفين لأَنَّهم تعدّوا فى وضع البَذْر المَحرث المخصوص بقوله تعالى: ﴿نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ﴾.
وقولُه: ﴿ياعبادي الذين أَسْرَفُواْ على أَنفُسِهِمْ﴾ يتناول الإِسراف فى الأَموال وغيرها. وقولُه: ﴿فَلاَ يُسْرِف فِّي القتل﴾ فسَرَفه أَن يقتل غير قاتله، إِمّا بالعدول عنه إِلى ما هو أَشرف منه، أَو بتجاوز قتل القاتل إِلى غيره، حَسْبَمَا كانت الجاهليّة تفعله.
والسُّرْفَة: دُوَيْبَّة تَأْكل الخشب. ومنه: يعمل السَرَف فى النَشَب، ما يعمل السُّرَف فى الخشب. وأَرض سَرِفة: كثيرة السُّرَف.
ورجل سَرف الفؤاد، وسَرِف العقل: فاسده.


الصفحة التالية
Icon