المبحث الثالث عشر: نزول القرآن على سبعة آحرف
مدخل
...
المبحث الثالث عشر: نزول القرآن على سبعة أحرف
صحَّ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن القرآن أُنْزِلَ على سبعة أحرف، كلها كافٍ شافٍ، ورُوِيَ ذلك عن جمع كبير من الصحابة -رضوان الله عليهم.
منهم: عمر، وعثمان، وابن مسعود، وابن عباس، وأبو هريرة؛ وأبو بكرة، وأبو جهم، وأبو سعيد الخدري، وأبو طلحة الأنصاري، وأُبَيّ بن كعب، وزيد بن أرقم، وسمرة بن جندب، وسليمان بن صرد، وعبد الرحمن بن عوف، وعمرو بن أبي سلمة، وعمرو بن العاص، ومعاذ بن جبل، وهشام بن حكيم، وأنس، وحذيفة، وأم أيوب امرأة أبي أيوب الأنصاري، وغيرهم ممن رواه، أبو شهد أنه سمعه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم، على ما سيأتي بيانه.
وقد نصَّ أبو عبيد القاسم بن سلام على تواتر١ حديث نزول القرآن على سبعة أحرف.
ولكن العلماء اختلفوا في معنى هذه الأحرف اختلافًا كثيرًا، حتى قال ابن حبان: "اختلف أهل العلم في معنى الأحرف السبعة على خمسة وثلاثين قولًا".
وقال السيوطي: "اختُلِفَ على معنى هذا الحديث على نحو أربعين قولًا"٢.

١ قال الزرقاني: لكنك خبير بأنَّ من شروط التواتر توافر جمعٍ يؤمَنُ تواطؤهم على الكذب في كل طبقة من طبقات الرواية، وهذا الشرط إذا كان موفورًا هنا في طبقة الصحابة، كما رأيت، فليس بموفور لدنيا في الطبقات المتأخرة.
أقول: إن لم تكن هذه الأحاديث متواترة في اللفظ، فهي متواترة في المعنى، بلغت من الشهرة حدًّا لا يسع أحدًا إنكاره، مناهل العرفان ج١ ص١٣٢.
٢ الإتقان ج١ ص٤٠، ط. الهيئة المصرية.


الصفحة التالية
Icon