١- رسم المصحف:
ما المراد بالرسم؟ وماذا يعنون بالمصحف؟
الرسم: أصله الأثر، والمراد: أثر الكتابة في اللفظ، وهو تصوير الكلمة بحروف هجائها بتقدير الابتداء بها، والوقوف عليها.
والمراد بالمصحف: المصاحف العثمانية التي أجمع عليها الصحابة١.
وقد جمع أبو بكر القرآن مشتملًا على سبعة الأحرف التي أذن الله -عز وجل- للأمة في التلاوة بها، ولم يخص حرفًا بعينه٢، ثم كان لكثير من أئمة الصحابة مصاحف: عمر بن الخطاب٣، وعلي بن أبي طالب، وأبي بن كعب٤، وعبد الله بن مسعود٥، وابن عباس٦، كما كان لزوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- مثل ذلك: عائشة، وحفصة، وأم سلمة٧. كذلك كان للتابعين من أمثال عطاء بن رباح، وعكرمة، ومجاهد٨؛ وفي هذه المصاحف ما صح سنده، وثبتت تلاوته، ووافق العربية، ولكن اختلف بعضها عن بعض حتى كان المعلم يعلم قراءة الرجل، والمعلم يعلم قراءة الرجل، فجعل الغلمان يتلقون فيختلفون، ويختلف القراء من أهل العراق والشام٩، هذا الاختلاف الذي أغضب حذيفة بن اليمان١٠ حتى احمرّت عيناه.
ويفزع حذيفة إلى سيدنا عثمان بن عفان -رضي الله عنه- ويشرح الله صدر عثمان إلى هذا العمل الجليل، فيجمع الأمة على حرف واحد، ورسم واحد١١ -ما عدا اختلافات أحصاها المشتغلون بالدراسات القرآنية١٢- خالٍ من
٢ المقنع: ١٢٩.
٣ انظر المصاحف للسجستاني: ٥٠.
٤ المصدر السابق: ٥٣.
٥ المصدر السابق: ٥٤.
٦ المصدر السابق: ٧٣.
٧ المصاحف: ٨٣-٨٨.
٨ انظر المصاحف: من ٨٨-٩١.
٩ المقنع: ١٢٩.
١٠ انظر الخبر بتمامه ص١٢، المصاحف للسجستاني.
١١ النشر: ١/ ١١.
١٢ انظر المقنع: ص٨٨-١٣١.