إلى تعسف في فهم النص القرآني فهما يخرجه عن ظاهره الذي يؤيده الشرع وتشهد له اللغة!!.
ابن عربي والتفسير النظري الفلسفي:
ونستطيع أن نعتبر محي الدين بن عربي شيخ هذه الطريقة في التفسير، إذ أنه أظهر من خب فيها ووضع، وأكثر أصحابه معالجة لتفسير القرآن على طريقة التصوف النظري.
وفي الكتب المنسوبة لابن عربي على اختلافها وكثرتها نراه يطبق
كثيرا من الآيات القرآنية على مفاهيم فلسفية.
فمثلا: يفسر بعض الآيات بما يتفق والنظريات الفلسفية الكونية، فعند تفسيره لقوله تعالى في الآية (٥٠) من سورة مريم في شأن إدريس عليه السلام ﴿وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً﴾ ويقول ما نصه:
"وأعلى الأمكنة المكان الذي تدور عليه رحى عالم الأفلاك، وهو فلك الشمس، وفيه مقام روحانية إدريس وتحته سبعة أفلاك، وفوقه سبعة أفلاك، وهو الخامس عشر.. ثم ذكر الأفلاك التي تحته والتي فوقه، ثم قال: "وأما علو المكانة فهولنا أعني المحمديين، كما قال تعالى: ﴿وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ﴾ في هذا العلو، وهو يتعالى عن المكان لا عن المكانة١.
وعند تفسيره لقوله تعالى في الآيتين (١٩، ٢٠) من سورة الرحمن: ﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ. بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ﴾ يقول ما نصه: