منْ لَم يَكُن فَانِياً عَنْ حَظِّهِ | وَعِنِ الفَنَا والأُنسِ بالأحْبَابِ |
فلأَنَّهُ بَيْنَ المنَازِل واقفٌ | لِمنَالِ حَظّ أَوْ لُحُسْنِ مَآبِ «١» |
ثم بين الحق تعالى وصفهم وذكر ما أعد لهم، فقال:
[سورة البقرة (٢) : آية ٨٦]
أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (٨٦)
يقول الحق جلّ جلاله: أُولئِكَ الناقضون للعهود المتعدون الحدود اشْتَرَوُا الْحَياةَ الدُّنْيا وزخارفها الغرارة بِالْآخِرَةِ الباقية الدائمة، فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ ساعة فى الدنيا بالذل والهوان، وفي الآخرة بدخول النيران، وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ بالامتناع منه في كل أوان.
الإشارة: أولئك الذين نظروا إلى غرة ظاهر الأكوان، ولم ينفذوا إلى عبرة باطنها، فلا ينقطع عنهم عذاب الوهم والحجاب، ولا هم يُنصرون من أليم العذاب.
ثم وبّخهم الحق تعالى على تكذيب الرسل وقتلهم إياهم، فقال:
[سورة البقرة (٢) : آية ٨٧]
وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَقَفَّيْنا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّما جاءَكُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ (٨٧)
(١) نسبهما الطوسي فى اللمع لأبى على الروذبارى.