سورة الممتحنة
يقول الحق جلّ جلاله: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوَّكم أولياء﴾ أي: أصدقاء، نزلت في حاطب بن أبي بلتعة، وذلك أنه لمّا تجهز رسولُ الله ﷺ لغزوة الفتح، كتب إلى أهل مكة، إنَّ رسول الله ﷺ يُرديكم، فخُذوا حِذركم. وفي رواية: كتب: إنَّ رسولَ الله ﷺ يسير إليكم بجيشٍ كالليل، يسيل كالسيل، فالحذرَ الحذرَ، وأرسله مع " ساره " مولاة بني المطلب، وقيل: كلثوم بنت عقبة بن أبي مُعيط، فنزل جبريلُ عليه السلام بالخبر، فبعث رسولُ الله ﷺ عليًّا وعمّاراً، وطلحة، والزبير، والمقداد، وأبا مرثد، وقال: " انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإنّ بها ظعينة، معها كتاب إلى أهل مكة، فخذوه منها، وخلُوها، فإن أبتْ فاضربوا عنقها " فأدركوها ثمة، فجحدت، فسلّ عليٌّ سيفه، فأخرجته من عِقاصِها. زاد النسفي: أنه عليه السلام أمَّن يوم الفتح جميعَ الناس إلاّ أربعة، هي أحدهم، فاستحضر رسول الله ﷺ حاطباً، وقال: " ما حملك على


الصفحة التالية
Icon