لعيوبِهِ، وهذا يتأسفُ على فواتِ مطلوبهِ، وهذا يتلهفُ لإعراضِ محبوبِهِ.
وهذا يبوحُ بوجودِهِ وهذا ينوحُ على فقدِهِ وأنشدَ:
ما أذكر عيشَنَا الذي قد سلفا... إلا وجفَّ القلبُ وكم قد وَجَفا
واهًا لزمانِنَا الذي كان صفَا... بل وأسفًا لفقدِهِ وأسفا
غيره:
يا ليتَنَا بزمزم والحجر... يا جيرتَنَا قبيلَ يومِ النفرِ
فهلْ يعودُ ما مضَى من عمري... ما كنتُ أدْرِي يا ليتَنِي لا أدرى
كأنِّي أرَى الخلعَ قد خُلِعَتْ على المقبولينَ، كأنِّي أرَى الملائكةَ تصافحُ
التائبينَ، فتعالوا نجتمعُ نبْكي على المطرودينَ:
ما زلتُ دهْرًا للّقَا متعرضًا... ولَطَالما قد كنتَ عنَا معرِضًا
جانبتَنا دهرًا فلما لم تجدْ... عوضًا سوانَا صرتَ تبْكي محرضًا
واحسرتَاهُ عليكَ من متقلبٍ... حق الوبالُ عليهِ من سوءِ القضَا
لو كنتَ من أحبَابِنَا للزمتَنا... فكُسيتَ من إحسَانِنا خلعَ الرضا
لكنْ غمطتَ حقوقَنَا وتركتنَا... فلذاكَ ضاقَ عليكَ متسعُ الفضَا
* * *
قوله تعالى: (قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (٨٠)
قال ابن الجوزي في "المقتبس ": سمعت الوزير يقول في قوله تعالى: