سورة لقمان
مسألة: إن سئل قوله - سبحانه - ﴿الم (١) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (٢) هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (٣) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (٤) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٥) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (٦) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (٧) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (٨) خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٩) خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (١٠) هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (١١) ﴾
[الآيات من ١ إلى ١١]
فقيل لم جعل اسم السورة على الاشتراك؟، ولم وصف الكتاب
بأنه حكيم؟، وإنما هو حكمه؟، وما معنى: اللهو؟، وما معنى: الاشتراء؟
، وما الحديث، وما معنى: ﴿لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾ ؟، وما الهوان؟، وما معنى الدابة؟، وما معنى: ﴿مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ﴾ ؟، ومن الذي كان اشترى لهم الحديث؟
الجواب:
جعل اسم السورة على الاشتراك: للمناسبة بينها، وبين ما
سمي باسمها؛ مع الفصل بالصفات، وذلك أنها استحقت بذكر
الكتاب والمؤمنين به؛ ثم العادلين عنه؛ كما هو في البقرة.
وصف الكتاب بأنه حكيم؛ على معنى أنه محكم مبين
قرأ حمزة (هُدَى وَرَحْمَةٌ) رفعاً، وقرأ الباقون نصباً على الحال.
معنى (الاشتراء) : استبدال الشيء بالثمن المنعقد به، فيجوز
أن يكون هذا الجاهل اشترى كتاباً فيه لهو الحديث، ويجوز أن يكون
اشترى لهو الحديث نحو الحديث.