و " بلؤا مبين " وفي الدخان بالواو والألف في جميعالمصاحف قال أبو عمرو ورسمت الألف بعد الواو في هذه المواضع لأحد معنيين اما تقوية للهمزة لخفائها وهو قول الكسائي وام على تشبيه الواو التي هي صورة الهمزة في ذلك بواو الجمع من حيث وقعتا طرفا فاُلحقت الألف بعدها كما الحقت بعد تلك وهو قول أبي عمرو بن العلاء والقولان جيدان.
قال أبو عمرو واتّفقت المصاحف على رسم واو وألف بعدها في قوله في الممتحنة " انّا بُرَءَؤا منكم " وكذلك اتفقت على رسم واو بعد الهمزة في آل عمران في قوله " قل أؤُنبئّكم " وذلك على مراد التليين ولم يرسموها في نظائر ذلك نحو " اءُنزل عليه " و " اءُلقي الذكر " وذلك على إرادة التحقيق وكراهة اجتماع ألفين والهمزة قد تصوّر على المذهبين جميعا وبالله التوفيق.
باب ذكر الهمزة وأحكام رسمها في المصاحف
اعلم إن الهمزة ترد على ضربين: ساكنة ومتحركة فأما الساكنة فتقع من الكلمة وسطا وطرفا وترسم في الموضعين بصورة الحرف الذي منه حركة ما قبلها لأنها به تبدل في التخفيف فأن كانت الحركة فتحة رسمت ألفا نحو " البأس، والبأساء، والضأن، ومن كأس، وفي شأن، وشأنهم، ودأبا، وكدأب، واقرأ، وإن يشأ، وام لم ينبأ " وشبه وإن كانت كسرة رسمت ياء نحو " انبئهم، ونبّئنا، وجئت، وجئنا، وشئت، وشئنا، ولَملِئْتَ، ونبّئ،