سورة الفاتحة ١
قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ورضي عنه بمنه وكرمه:
اعلم أرشدك الله لطاعته، وأحاطك بحياطته، وتولاك في الدنيا والآخرة، أن مقصود الصلاة وروحها ولبها هو إقبال القلب على الله تعالى فيها، فإذا صليت بلا قلب فهي كالجسد الذي لا روح فيه، ويدل على هذا قوله تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ﴾ ٢ ففسر السهو بالسهو عن وقتها - أي إضاعته -، والسهو عمّا يجب فيها، والسهو عن حضور القلب، ويدل على ذلك الحديث الذي في صحيح مسلم أن رسول الله ﷺ قال:
"تلك صلاة المنافق، تلك صلاة المنافق تلك صلاة المنافق، يرقب الشمس، حتى إذا كانت بين قرني شيطان قام فنقر أربعا لا يذكر الله فيها إلا قليلا ٣") فوصفه بإضاعة الوقت بقوله: " يرقب
١ روي أن الأمير عبد العزيز بن محمد بن سعود كتب إليه - وهو إذ ذاك في العيينة - يسأله أن يكتب إليه تفسير سورة الفاتحة، فكتبها له.
٢ سورة الماعون آية: ٤، ٥.
٣ صحيح مسلم (كتاب المساجد)، وقد رواه أيضا الترمذي (كتاب المواقيت) والنسائي (كتاب المواقيت).
٢ سورة الماعون آية: ٤، ٥.
٣ صحيح مسلم (كتاب المساجد)، وقد رواه أيضا الترمذي (كتاب المواقيت) والنسائي (كتاب المواقيت).